Abu_afnan بتاريخ: 17 يونيو 2005 تقديم بلاغ مشاركة بتاريخ: 17 يونيو 2005 الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على خاتم المرسلين محمد وعلى آله وصحبة أجمعين. وبعد.." الله جل وعلى ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد وحده, ومن ضيق الدنيا إلى سعتها, ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام"... هذه هي رسالة الأمة الإسلامية, ولن تستطيع القيام بها لقيادة البشرية إلى الحق والعدل وعبادة الخالق - سبحانه وتعالى إلا إذا برعت وتفوقت في مختلف العلوم وخاصة العلوم الحديثة, ولن تبلغ أمتنا درجة الأستاذية في هذه العلوم التي تغطرس وانتفش أعداؤنا بتفوقهم علينا فيها إلا إذا أصبحت هذه العلوم ملكا لنا أيضاً , ولن نقتنع أنها علوم إسلامية إلا إذا قرأناها بلغة القرآن , وكتبناها بلغة القرآن , وأحسسنا روح القرآن تسري فيها, وبدون ذلك سنظل نوقن أننا غرباء عليها متطفلون على أصحابها. ومن هذه العلوم الحديثة علم [ نظرية المعلومات ] .كثير من خريجي الثانويات يجهلون ماهية تخصص نظم المعلومات , وما ينبغي دراسته , وما هي أهميته لأمتهم الإسلامية ومجتمعاتهم الصاعدة ..من هذا الباب ؛ فإننا نطرح لهم ولأولياء أمورهم ولمدرسيهم في الثانويات بعضاً من الإطلالة العامة على هذا العلم, تاريخه ومستقبله ومكانته بين العلوم الأخرى ودوره الريادي المرتجي منه, وتطبيقاته في الحياة العامة.اقتبسنا هذه المعلومات من عدة مراجع – بتصرف - وسنذكر أسماء هذه المراجع في نهاية هذا البحث الميسر.نظرية المعلومات هي نظرية رياضية تتعلق بدراسة المعلومات والبيانات من حيث قياس مقدارها رياضيا, و وسائل تخزينها في بعض الأجهزة (كالحاسبات مثلا ) وأكفاء الطرق لإرسالها من موضع لآخر باستخدام شفرات معينة في أجهزة الاتصال التي تشتمل على أجهزة الإرسال وأجهزة الاستقبال وقنوات الاتصال لنقل المعلومات, ووسائل اكتشاف وتصحيح الأخطاء التي قد تحدث في عملية التخزين أو الإرسال نتيجة بعض العوامل كالتداخل والضوضاء مثلا, وأفضل الطرق لتقليل هذه الأخطاء, وحساب سعات قنوات الاتصال.وتعتمد نظرية المعلومات في بعض جوانبها على نظرية الاحتمالات , وهي تقوم على استخدام علاقات رياضية بسيطة , ولا يتطلب تعلم مقدمة هذه النظرية أي من علوم متعمقة في الرياضيات أو هندسة الاتصالات والالكترونيات أو علوم الحاسب.وكما أن للمسافات مقاييس وللأوزان مقاييس وللأخلاق مقاييس وللتقوى مقاييس وللقوة مقاييس وللجمال مقاييس, كذلك فإن للمعلومات مقاييس. ففي هذه النظرية تتم دراسة المقاييس المختلفة التي تستعمل لقياس المعلومات, ومعاني هذه المقاييس وخواصها وبعض التطبيقات لاستخدامها, من مثل نظم الاتصال وقنوات المعلومات ومصادر المعلومات بعد تعريف هذه القنوات والمصادر.وكذلك تتم دراسة بعض القنوات الخاصة التي لها أهمية عملية بشيءٍ من التفصيل, ويتم حساب سعات هذه القنوات, وكذلك كفاءة إرسال المعلومات في نظم الاتصال المختلفة, وتتم دراسة القنوات المركبة والتي تتكون من عدة قنوات متصلة على التوالي, أو على التوازي. وتتم دراسة الشفرات واستخداماتها وأنواعها المختلفة وطرق تكوينها وكفاءتها واكتشاف الأخطاء التي قد تحدث فيها وطرق تصحيح هذه الأخطاء. الحديث السابق مقتبس بتصرف من كتاب : مقدمة في نظرية المعلومات للدكتور أبو بكر أحمد السيد , جامعة الكويت/ دار القلم 1406هـ - 1985م. وما تحته خط إضافات من الكاتب.في الفقرات التالية نستعرض - بتصرف أيضا - بعضا من مقدمة كتاب: التحول إلى مجتمع معلوماتي نظرة عامة/أبو بكر سلطان أحمد, مركز الإمارات للدراسات والنشر والبحوث الإستراتيجية عدد 77, 2002م. وما تحته خط إضافات من الكاتب.من فجر التاريخ, تقدم المجتمع البشري في تطوره لتأمين نفسه غذائيا وتحسين حياته العامة وسبل عيشه, من الصيد وجمع الثمار, إلى الزراعة ثم إلى الثورة الصناعية, حتى وصل في أواخر القرن العشرين إلى الثورة المعلوماتية. ويلاحظ أن المعلومات التي يعتمد عليها المجتمع تزداد مع تطوره في كل مرحلة من المراحل السابقة. وكما كانت الثورة الصناعية هي حجر الزاوية في تغيير المجتمعات البشرية تكنولوجيا وازدهار الأمم التي أخذت بناصيتها, وكما كان لاكتشاف البارود الأثر الواضح والتفسير المنطقي لظاهرة استعمار الدول القوية للأمم الضعيفة ونهب ثرواتها والهيمنة على مقدراتها, فسيكون للثورة المعلوماتية الأثر نفسه إن لم يكن أكثر عظمة. وكما أصبح من فاته قطار الثورة الصناعية في طي التخلف الصناعي والانهزام الحضاري, فسيكون المصير نفسه لمن يلحق بالثورة المعلوماتية. ومن نحو أربعمائة عام قال الفيلسوف الإنجليزي فرنسيس بيكون بأن المعرفة قوة. ولم يجد أحد الكتاب الغربيين دليلا يؤكد به مقولة بيكون سوى ما حدث في الزمن نفسه, حيث انهزم المسلمون أمام الأسبان وأهالي البندقية في موقعة " ليبانتو " وانتهت بذلك قرون من هيمنة المسلمين على البحر الأبيض المتوسط. ويعود ذلك إلى الاستعمال المكثف لأجهزة الملاحة والمناظير على السفن الحديثة وفرت معرفة ومعلومات لم تكن لدي المسلمين في زمن انغماسهم في الشهوات وتكالبهم على الدنيا.وفي العصور الأولى للمسلمين عندما ملكوا زمام العلوم وتعلموا أدواء الأمم انتهت في عصرهم دولتين عظيمتين فارس والروم ؛ ذلك أنهم عندما احترموا العلوم التي أوحي بها ربنا جل في علاه إلى نبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - وتعاملوا معها التعامل الصحيح كان لهم شأن عظيم ما زال التاريخ يذكره وما زلنا نتباهى بهذه العصور الزاهية لأمتنا الإسلامية. وقد ورد آيات عديدة في العلم منها : {لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلوة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الأخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما } [ النساء 162 ] .{قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون } [ الزمر 9 ] .{يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} [ المجادلة 11 ] .وروى عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من جاءه الموت وهو يطلب العلم ليحي به الإسلام, كان بينه وبين الأنبياء في الجنة درجة واحدة ) رواه الدار مي عن الحسن مرسلا, وأخرجه الطبراني في الأوسط. والآيات والأحاديث في العلم وفضله كثيرة جدا.فنزول الوحي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أحدث ثورة معلوماتية بالغة الأثر في حياة الأمم والشعوب أفرادا وجماعات. وما زالت تلك الثورة المعلوماتية تؤتي أكلها بإذن ربها. بل إن هذه الثورة عَدَّلت المزاج الحضاري للأمم ورسمت خطوطا عامة استقرت في حياة الأمم إلى عصرنا الحاضر, و لا يمكن مسحها من ذاكرة التاريخ ولا من المسيرة العامة لحضارة اليوم. راجع كتاب هذا الدين للشيخ سيد قطب.أما الثورة المعلوماتية التي يُتحدث عنها في عصرنا الحاضر فكانت هي الأخرى وراء ظهور مفاهيم وقضايا حديثة بالغة الأثر في حياة الإنسان والأمم ومثيرة للانتباه والجدل, مثال ذلك العولمة والمحلية, والتحول إلى اقتصاد الخدمات, والسوق العالمية الواحدة, واتفاقيات التجارة العالمية, والصراع بين الحضارات, والمحارب المعلوماتي. وإذا كانت لهذه الظاهرة بعض السلبيات في ظل عدم اهتدائها بوحي السماء, فإن المسلمون بما وهبهم الله من كتاب رباني وسنة محكمة يمكنهم تلافي هذه السلبيات وتوجيه هذه الظاهرة المعلوماتية إلى ما يصلح حال البشر دنيا وآخرة. ويتوقع الخبراء في هذا القرن أن تصبح المعلومات الركن الرابع في العملية الإنتاجية, وتتجاوز الأركان الثلاثة الأخرى " الملكية ورأس المال والعمال " في الأهمية, هذا على فرض استمرار العمل بالنظام الرأسمالي البغيض والذي أطلق عليه [ الشرك الاقتصادي ]ومن المنتظر أن تحدث قفزات أعلى في تقنية المعلومات وانتشار أوسع خلال السنوات القادمة, وستصبح اللبنة الرئيسة في التجارة العالمية إن قدر لهذه التجارة الاستمرار, وستقوي من شأن اللامركزية في الحكومات ، وتمثل ثورة المعلومات الحالية أكثر التحولات العالمية تأثيرا في حياتنا من عهد الثورة الصناعية في القرن الثامن عشر.والمعلومات وحدها ليست قوة, بل القوة في التمكن من الحصول على أجزائها و معالجتها واسترجاعها والقدرة على فرز الغث من السمين فيها, وذلك يتم من خلال التخصص العلمي في مجال نظم المعلومات ودراسة نظرية المعلومات في الجامعات والعمل على تطوير أدوات هذا العلم, وكذلك بإجادة استعمال أدوات تقنية المعلومات مثل الحاسوب والبرمجيات والشبكة العنكبوتية وأجهزة الاتصالات الحديثة. والتقنيات وحدها لا تكفي, بل كذلك الاهتمام بالعلم وبالعنصر البشري متمثلا في العملاء والمهندسين والتقنيين, ووعي المجتمع بأهمية التحول إلى مجتمع معلوماتي ، ووعي صانعي القرار بوضع السياسات والتشريعات اللازمة وتبني عملية التحول بأسلوب يتواءم مع مجتمعاتنا العربية والإسلامية وما لديها من منهاج رباني يحفظها من كل زيغ, ويسدد مسيرتها نحو المعالي من الأمور. خاصة أن لتلك الثورة المعلوماتية من السلبيات ما يكفي للقضاء على المجتمعات والحضارة الإنسانية مثل ضعف الأمن, وانتهاك الخصوصية, وقضية الهوة المعلوماتية بين الفقراء والأغنياء - سواء كانوا دولا أم أفرادا - وكثرة المعلومات الكاذبة والإشاعات المغرضة.مقتطفات من كتاب المعلوماتية و حضارة العولمة للأستاذ السيد يسين,2001:هنا سنلتزم قدر المستطاع بنص الكتاب, وإضافتنا ستشمل خطا تحتها:1- لقد خص الاقتصادي المصري العالمي سمير أمين المعلوماتية بفصل خاص في كتابه الهام [ مناخ العصر: رؤية نقدية] الصادر هذا العام 2000م, عن دار سيناء للنشر. وهو يقدم تحت عنوان : "نقد أيديولوجيا المعلوماتية والاتصال" دراسة تستحق التأمل, ليس فقط من زاوية المعلومات التي تضمنتها, ولكن جانب النقد الذي يوجهه للجوانب الإيديولوجية الكامنة في ثورة المعلوماتية والاتصال .2- لابد أن نعترف بأننا في بداية عهد الدراسة العلمية المنهجية للمجتمع المعلوماتي. فنحن أمام تخلق نموذج مجتمعي جديد, يكشف كل يوم عن وجه من وجوهه. ولكن الباحث المتابع لأحدث البحوث في العالم عن عصر المعلومات والمعلوماتية, يستطيع أن يدرك أننا – كباحثين في العلوم الاجتماعية – على وشك صياغة نظرية عامة عن مجتمع المعلومات العالمي بكل تجلياته المختلفة. وكل واحد من علماء الاجتماع بإنتاجه العلمي المتميز يحاول أن يكون رائدا لهذه النظرية المرتقبة.3- وقد ترافق مع هذا التطور التكنولوجي ظهور الأساليب الرقمية القادرة على تحويل النص والصوت والصورة إلى علامات رقمية يمكن نقلها من خلال الحاسب الآلى. والمعلومات المحولة بهذه الصورة يمكن إرسالها من مصادر متعددة من خلال شبكة واحدة, وبطريقة فائقة الجودة. ولا ننسي في هذا المقام أهمية ابتكار الأنظمة التفاعلية التي لم تكن موجودة من قبل Interactive Systems, وهذا العمل هو احد ادوار أقسام نظم المعلومات في الجامعات.4- قد يرد علينا أن العلم الاجتماعي مازال في المراحل الأولى لاستكشاف هذه القارة المجهولة, ونعني الثورة المعلوماتية, بمعني أنه قد تكون قد تجمعت لدينا عديد من النتائج ولكن هل لدينا نظرية شاملة تفسر لنا طبيعة هذه الثورة, وقوانينها الحاكمة؟ وللجواب على ذلك, فهناك بعضا من الجهود التي بذلت في هذا المجال من قبل بعض علماء الاجتماع الأمريكيين , إلا أننا كمسلمين بما نملك من قيادة عليا للثورة المعلوماتية المعاصرة ممثلة بكتاب الله وسنة نبيه الشريفة, يجب أن نسعى جاهدين على اكتشاف قوانين هذه الثورة المعلوماتية الحاكمة والخروج بنظرية شاملة تفسر لنا طبيعة هذه الثورة, وذلك بالوقوف على جميع النصوص الشرعية التي ورد فيها كلمة علم أو مشتقاتها, وهذا الاتجاه يتواكب مع طرحين سبق لنا طرحهما , الأول: في " مشروع الديديات " الذي تم نشره في مجلة الدعوة عدد 1881, ولعلنا نعيد نشره مع بعض التعديلات في موقع الكوت في ركن مشاريع عمل. الثاني: موضوعا بعنوان " الإعجاز العلمي في مجال العلوم الإنسانية والاجتماعية " والذي تم نشره في الرسالة وهي عبارة عن صحيفة ملحق لجريدة المدينة ليوم الجمعة الموافق 25/1/1424هـ, ولعلنا نعيد نشره أيضا في موقع الكوت.ونعود لنؤكد أن الثورة المعلوماتية التي أحدثها محمد - صلى الله عليه وسلم - في حياة البشر ما زالت فاعلة ومؤثرة ومهيمنة على كل ثورة معلوماتية مستجدة. قال تعالى :{ وما أوتيتم من العلم إلا قليلا} ، وقال تعالى في آية أخرى :{ قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا } , وقال تعالى :{ ولو أن ما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله } .ومن الأحاديث النبوية الشريفة التي وصفت تلك الثورة حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أتاني جبريل عليه السلام فقال: يا محمد إن أمتك مختلفة بعدك. فقلت له : أين المخرج؟ فقال : (كتاب الله تعالى به يقصم الله كل جبار, من اعتصم به نجا, ومن تركه هلك - كررها مرتين - قول فصل وليس بالهزل, لا تختلقه الألسن ولا تفني أعاجيبه, فيه نبأ ما كان قبلكم, وفصل ما بينكم, وخبر ما هو كائن بعدكم)). رواه أحمد والترمذي والدارمي.وفي رواية الترمذي: عن علي بن أبى طالب رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( ألا إنها ستكون فتنة ). فقلت :ما المخرج منها يا رسول الله قال : ( كتاب الله, فيه نبأ من كان قبلكم, وخبر ما بعدكم, وحكم ما بينكم, هو الفصل ليس بالهزل, من تركه من جبار قصمه الله, ومن ابتغي الهدى في غيره أضله الله, وهو حبل الله المتين, وهو الذكر الحكيم, وهو الصراط المستقيم. هو الذي لا تزيغ به الأهواء, ولا تلتبس به الألسنة, ولا يشبع منه العلماء, ولا يخلق على كثرة الرد, ولا تنقضي عجائبه, هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا: {إنا سمعنا قرآنا عجبا *يهدي إلى الرشد فآمنا به } من قال به صدق, ومن عمل به أجر, ومن حكم به عدل, ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم } . اقتباس رابط هذا التعليق شارك المزيد من خيارات المشاركة
Recommended Posts
انضم إلى المناقشة
يمكنك المشاركة الآن والتسجيل لاحقاً. إذا كان لديك حساب, سجل دخولك الآن لتقوم بالمشاركة من خلال حسابك.